الأربعاء، 4 نوفمبر 2009

في طريقي الى تل ابيب ( تل الربيع )

رحلة القطار تكون أكثر متعة في أغلب الأحيان, نظرا للاحتكاك بأنواع مختلفة من الناس, فهناك الثرثار الذي تعرف قصة حياته في لحظات, و الفضولي الذي لا يرتاح إلا إذا عرف عنك كل شيء, و غير ذلك كثير…هذه المرة دخلت مقصورة قليلة المسافرين, سألت سيدة هل الأمكنة فارغة, فأجابتني بنظرة مقطبة, و كلمة مقتضبة:" نعم", ما أن جلست حتى وضعت حقيبتها خلف ظهرها كأنها توجست مني شرا, ثم رمتني بنظرة سريعة, و إيماءة ضجر, لتزيح نظرها عني و تستسلم لنوم مفتعل, حاولت تخيل حياتها, و تاريخها, فتوقعت أنها تعمل في التعليم, فحزمها المتزايد لن يكون إلا لأستاذة رياضيات, فطالما تلقيت النظرة نفسها من أساتذة الرياضيات لعجزي عن حل معادلاتهم المعقدة, أظنها أيضا غير متزوجة, فقطار الزواج فاتها مند عهد, و برؤيتي, تحسرت على شبابها الضائع حينها زارتنا شابة صغيرة لتشاركنا الجلسة دون استأذان منها عندها تخيلتها تقول:" كنت خيرا منك, و أجمل منك, و أرشق منك, آآآه يا زمن"!مؤكد أنها تعبت من روتين العمل و كانت تزور إخوتها الصغار الذين اهتمت بهم حتى كبروا و تزوجوا و أصبح لهم أبناء. نعم فكل شيء جائز.


بجانبي جلس رجل يقرأ جريدة, أو بلأحرى يضع رأسه داخل الجريدة, فرغم نظاراته الطبية السميكة لم يستطع القراءة عن بعد, و من حين لأخر يرفع عينيه نحو الجلوس, و يفرق ابتسامة لطيفة, ليعود بسرعة لجريدته, و كأن أحدا يحاصره حصارا خفيا, فهو رجل لطيف جدا, و أغلب الظن أنه متزوج من امرأة قوية, فأثرها باد عليه, فبمجرد أن يبتسم قليلا حتى يتذكرها, و يجمع ابتسامته, و يغرس رأسه داخل الجريدة, قرأ كل الأخبار, و كل الملفات, و أخيرا استقر في صفحة الكلمات المتقاطعة, و أخد يحاول إيجاد الحلول, و رغم أنه لا قلم لديه لم يجرؤ على طلبه من أحد, فلو كانت معه لما سمحت له بذلك!وصلت لمحطة النزول, و ودعتهما بكلمة واحدة, أجاب عنها الرجل بابتسامة, و السيدة بنظرة كالأولى.

19 تركو لهم اثر:

حب كافر يقول...

استمتعت بالقراءة..الخاتمة كانت جميلة..واتمني ان تكون قد "توفقت" او بكلمات اخرى "الله سهلها بوجهك" للهدف الذي اتجهت من اجله الى "تل ابيب"

:)

---حب كافر---

احمد العبرة في 7 نوفمبر 2009 في 9:49 ص يقول...

مع ذالك لم اذكر سبب توجهي الا انني وفّقت باذن الله بلقاء الاحبة :)

حب كافر يقول...

اتمنى..ان تكون اهلا لحُب هؤلاء الاحبة!

من المؤكد انك تفهمني!
:)

---حب كافر---

مَريم عبد الحكيم في 10 نوفمبر 2009 في 10:46 ص يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فعلاً النهاية كانت مميزة وجميلة

بالتوفيق في تدويناتك القادمة إن شاء الله

غير معرف يقول...

محلل شخصيات
استمتعت كثير
شكرا لك يا احمد
ننتر جديدك ايها السائح

صــفاء في 13 نوفمبر 2009 في 9:45 ص يقول...

حقاً .. ان الركوب في القطار او الباص شعور ممتع
وخصوصا عندما تكون لوحدك فليس امامك سوى التأمل والتكفير الطويل ..
كنت ذات يوم سأكتب تدوينة واضعها في المدونة تحكي فترة من الفترات التي اقضيها كل صباح و في وقت الظهيرة بحكم تعليمي في الثانوية وخصوصا انه ليس باصاً خاص بالمدرسة بل عام ..فقد كان في ذاك اليوم شاب ملتزم حافظ للقرآن اعرفه وقد جلس في كرسي في مجموعة من الكراسي التي تطل على بعضها لوحده .. ولم يكن يدري ان الباص بعد دقائق سيمتلأ ولم يكن يدري ان طلاب الثانوية يحتلون آخر الباص والطالبات اوله وهو جلس في اول الباص ... وبدع دقائق فعلا دخلت الفتيات وجلسن بجانبه وقد كن متبرجات نوعاً ما ..
لم يكن منه سوى التحديق في النافذة حتى نزلن !! فلا هو يستطيع ابعادهن ولا يستطيع تغيير المكان !
هو موقف قد يحصل مع الجميع حتى وان اختلفت الشخصيات
نسأل الله ان لا يضعنا في مثل هكذا مواقف طيلة فترة الدراسة الجامعية او حتى الثانوية الآن
احك لنا المزيد في مرات قادمة ..

غير معرف يقول...

موفق في طرحك اخي فعلا وصف وتحليلات مميزين عدا عن النهايه الرائعه والمتقنه بنظري

الى الامام وموفق باذن الله

Unknown في 15 نوفمبر 2009 في 10:24 م يقول...

مثلك تستهويني تركيب القصص على وجوه المسافرين، خاصة في القطارت لأقتل الضجر الذي يتسرب إلى نفسي...

غريبة هي الحياة، كم نحن متشابهون كبشر أحيانا رغم المسافات التي تبعدنا

احمد العبرة في 16 نوفمبر 2009 في 12:04 ص يقول...

مريم عبد الحكيم
مرور مشجع
حماك الله :)

احمد العبرة في 16 نوفمبر 2009 في 12:06 ص يقول...

غير معرف
اعجبتني "سائح"
فانا سائح في بلدي وبين جدرانها
اهلا بك

احمد العبرة في 16 نوفمبر 2009 في 12:08 ص يقول...

فتاة
مواقف متوقعة بازمان ليست بايدينا
لذا نتركها لتحين اوقاتها
موقف محرج ومنه اقتبست بعض العبر
انتظر تدوينتك في هذا الخصوص
طيّب الله انفاسك

احمد العبرة في 16 نوفمبر 2009 في 12:10 ص يقول...

غير معرف مرورك اعطى مدونتي التميّز والتالق
دمت بود

احمد العبرة في 16 نوفمبر 2009 في 12:14 ص يقول...

ابداع قلم
معلمتي... التي اخذت منك الكثير ولم اسدي من ديني سوى القليل القليل
كم انا سعيد لمتابعتك
فرحلة القطار تلك حدثت بامر مني وانجزتها بقصد مقصود
جلوس في هذا الرباعي لم يكن صدفة بل لاخلق جواً يهدم الروتين اليومي
باقات من الورد اهديها لمن علمتني في تدوينتها الكثير في حياتي اليومية
شكرا لك :)

منداويه يقول...

كم انا مرتعشه
اما تلك السطور التي سطرها
ابدع قلم اقف امامه
ولا استطيع التعبير عن ذاتي
جد روعه والله انك استاز
الله يعطيك العافيه على هذا الموضوع الجميل
الرائع المميز الحساس
كلمات تبحر من هذا المتصفح ولا تتوقف الا في قلب قاريها
لجمالها ولـ روعتها

دمت ذخرا يا غالي

غير معرف يقول...

يروقني ما خطه يراعك :)

ليس هناك اجمل من ان تجلس على مقعدك

تنظر من عين النافذه فترقب كل حركه وتجري مع المركبه

تبدأ الاشياء بالمشي برقه ثم تهرول، تسرع خطاها اكثر فتصبح ركضاً.. يرهقها التعب قبيل وصول المحطه ..فتتهادى في خطواتها واحده تلو الاخرى الا ان تستقر ثاابته ..

ايمن لميس يقول...

ابدعت احمد

ياسمين يقول...

احلى شي الطريق :)
عالم بحد ذاتةُ
والحلو تكون مُشترك فية
بِتمر بتجارب كتيرة
يمكن خيالية بس زي ما قلت
بتكسر الروتين

بديت احب اسلوبك

Dua Masatwa في 1 أغسطس 2010 في 6:37 م يقول...

لا أدري لم اكرر قراءتي لهذه التدوينة للمرة الرّابعة ..
ربّما لأني أحاولُ أن اتفقدَ المكان " تل ابيب " مِن نظرة ِ مسافر ٍ إليه .. لأطمئن الى نفسي اذا ما ذهبتُ لأكمل هناكَ حياتي ..
قراءة ُ وجوه ِ المسافرينْ .. والتفكير بهم ! عادة ٌ أدمنها .. واحبها .. وانتَ تتقنها :)

لا أدري إن كان فعلا تلكَ العجوز غير متزوجه , فأنا أحسبها أرمله ! اما ذلك الرجل فأحسب حياته هادئة مع ربة منزل بسيطة .. رغم اني لم ااهما إلا اني اكاد اجزم بذلك ..

اختلافنا في تحليل المسافرين ربّما يشيرُ الى شيئا ما .. انا شخصيا اجهله ..

كن بخير . انت وحبتك في تل ابيب
وادع ُ لي أن اجد احبة هناك :)

عذرا على الإطاله .. لكنها هلوسات ما بعد الفجر

دمتم بخير

وسلم الله القلم

Unknown في 1 فبراير 2015 في 7:07 م يقول...


موقع رائع يشمل الفيسبوك وانستغرام و تويتر اسمه TSU وهو موقع اجتماعي يتيح لك النشر والتعلق و التفاعل مع الاخرين و نشر المحتوى نفسه ع التويتر او الفيس او انستغرام وتشارك الشركة 90% من ارباحها مع المستخدمين عكس المواقع الاخرى والدفع موثوق ولا غبار عليه واعتقد قريبا الكل سيغادر الفيس بسبب سياسته التي تجبرك ع الموافقة والانصياع للشروط مرغما .. للتسجيل بالموقع

https://www.tsu.co/shyeye

اثبات الدفع صدقني حقيقة ... https://www.youtube.com/watch?v=GyuFNkBN6yo

إرسال تعليق

 

مدونة خطوات لا تنتهي© 2009 | تعريب وتطوير حسن| Community is Designed by Bie