الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009

    الانسان بين الحقوق والواجبات

     يوم الخميس هو يوم الامسيات بالعالم اجمع
    بعد ان اعلنت منظمة حقوق الانسان بان هذا اليوم خاص بالانسان وهل حقوق الانسان ليوم واحد ( لا بأس )
    قبلت الدعوة من احد اصدقائي وتوجهت الى مبنى محمود درويش الثقافي في الناصرة لحضور امسية تدور فقراتها بين المحاضرات لبعض الشخصيات  والناشيد الشبه ملتزمة وعرض فيلم مؤثر يعالج قضية المشاكل بن ابناء الوسط العربي داخل الاخضر ومسرحية حمار يمثل واقع الامة ولو انني لم اقرأ القصة يوماً لَما عرفت المغزى من خلال التمثيل
    مدونتي هذه لم اسجلها هنا من اجل عرض ما كان من انجاز وحضور واسع من بني ادم لهذا اليوم بل لأتناول الفرق بين حقوق الانسان وواجباته وفروضه ولماذا نطالب فقط بحقوقنا وننسى انه علينا ايضا واجبات بل احيانا نقنع انفسنا باننا نسينا الفروض التي يتوجب علينا ان نقضيها
    والقصد بالواجب هو كل ما يلزم الإنسان مراعاته وحفظه، وعدم المساس به من الحقوق التى منحها الشرع للآخرين، وذلك لأن الشرع عندما يقرر حقا، فإنه ينشىء فى الوقت نفسه واجبا مقررا على الناس كافة نحو هذا الحق، وهذا الواجب هو: احترام هذا الحق فى نطاق الحدود المرسومة له.


    إن الناس اليوم ومن قبل اليوم يتحدثون كثيرا عن حقوق الإنسان ، ولكن قليلا هم الذين يتحدثون عن واجباته. حتى أن (الإعلان العالمى لحقوق الإنسان) لم يذكر كلمة واحدة حول واجبات الإنسان. كما أن ميثاق الأمم المتحدة لم يشر أية إشارة إلى هذا الأمر.
    والتحدث عن حقوق الإنسان مع الصمت عن واجباته هو إقرار بالخلل الكبير فى فهم مهمة الإنسان فى الحياة والتى لا تزال تعالج فى غالب المناهج الإصلاحية بمنظور جزئى بعيدا عن الشمولية والتكامل.
    والإسلام هو المنهج الوحيد والفريد الذى يتعامل مع مهمة الإنسان فى الحياة بمنهجية على أساس من التوازن والتكامل العادل بين واجبات الإنسان وحقوقه فى مهمته الحياتية.
    فمن حق الانسان ان يعيش وواجب عليه مقابل ذالك ان يقيم العدل والاحسان
    من حق الشاب ان يختار شريكة حياته وواجب عليه احترامها وبرها وعدم اهانتها وتوفير ما تحتاجه وايضا من حق الزوجة ان تحصل على ما تحتاجه ولكن واجب عليها ان تراعي قدراته وطاقاته ( لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا) (الطلاق 7)،
    كما ان له حق في الابناء فعليه واجب وهو تربيتها على الاخلاق الحميدة
    اما العلم فكثيرا ما نسمع حق التعلم واول كلمة بالقران كانت اقرا اي فعل امر أمَرَ  الله به رسوله والامة جميعا اي انه فرض على الانسان قبل ان يكون حق كما قال رسولنا الكريم طلب العلم فريضة على كل مسلم
    واجب علينا البحث في العلم كما قال الله تعالى (قل انظروا ماذا فى السموات والأرض)
    واجب المحافظة على البيئة وعدم إفسادها وهذا فى قول الله تعالى: (ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها
    واجب المحافظة على أموال الآخرين وهذا فى قول الله تعالى: )ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل(
    واجب المحافظة على أموال الآخرين وهذا فى قول الله تعالى: )ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل( واجب محاربة المخدرات والمسكرات كما فى قول الله تعالى: ( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه) واليوم نطالب بحق الشاب بالعيش بعيدا عن حياة المخدرات وما شابه
    واجب العمل على إشاعة المحبة بين الناس وحب الخيرلهم كما فى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).

    إن منهاج الإسلام يمتاز بالتكامل والشمول الذى يقيم المعادلة المتوازنة والمحكمة بين واجبات الإنسان وحقوقه، فمنهاج الإسلام عندما يقرر ويؤكد على غرس وتنمية روح المسئولية عند الإنسان ثم يرتقى بقيمة هذه المسئولية فى النفس البشرية ليجعلها ثمرة التكليف والتشريف الربانى للإنسان
    فإن الإسلام قد وضع إطارا عاما لكل هذه الحقوق والواجبات. إطارا من الآداب العامة والرحمة وحسن الخلق.
    والإسلام لم يقف عند حد بيان الحقوق وحمايتها وإلزام المسلمين بها وعقاب من يعتدى عليها. لقد ذهب الإسلام إلى أبعد من ذلك بكثير. فأمر بكل ما يؤدى إلى المحافظة على حقوق الإنسان، ونهى عن كل ما يمس هذه الحقوق أو يؤدى إلى الاعتداء عليها.
    إن المهمة الأولى للمسلمين الآن ليست فى الدعوة فقط إلى الأخذ بحقوق الإنسان فى الإسلام على مستوى عالمى. وإنما المهمة الأولى للمسلمين قبل ذلك هى مواجهة الخطر الداهم على حقوق المسلمين فى بلاد المسلمين أنفسهم. هذا الخطر المتمثل فى محاكاة المسلمين لغير المسلمين فى كثير من الأمور والقضايا والعادات والتقاليد والسلوك الاجتماعى المنحرف بالإضافة إلى أخذ المسلمين بالقوانين الوضعية القاصرة. فقد أدت هذه المحاكاة إلى الجور على كثير من الحقوق.


    ولهذا فإنه من غير المقبول اتهام الإسلام والمسلمين بعدم معرفتهم أو عدم اعترافهم بحقوق الإنسان لأننا عرفناها وعملنا بها قبل أن يعرفها الناس وإن كنا نعترف كذلك بوجود نقص فى التطبيق لدى بعض المسلمين فى عصور مختلفة.



    أما فكرة حقوق الإنسان المعاصرة فقد نشأت فى داخل البلدان الأوروبية ولم تمتد لتشمل شعوب الأرض بأكملها بل إن المنادين بها مع الأسف هم الذين مارسوا الاستعمار، ووقع فى المستعمرات من المظالم والاستبداد كل ما يتعارض مح مبادئ حقوق الإنسان ومازال ذلك باقيا مع الأسف حتى بعد إعلان الأمم المتحدة، فالقتل والظلم واختلاف المعايير حين النظر فى القضايا الدولية الساخنة منها والباردة يعكس ويجسد هذه الفروق بين الحقوق فى الإسلام وفى غيره.



    فاختم بكلمات اقول بها ان اردنا الحق فلنبحثعن الواجبات اتجاه هذا الحق
    والله المستعان

     

    مدونة خطوات لا تنتهي© 2009 | تعريب وتطوير حسن| Community is Designed by Bie